كلما ضاقت الحياة على أبو يمن ظهرت لنا وديعة أبو مليار او مليارين دولار وكأنها المنقذ الوحيد بينما هي في الأصل تؤسس وتعزز وتمتن قواعد الفساد والافقار ويبدو إنها هي عنوان عاصفة الحزم وإعادة الأمل وضياع البوصلة للأخوة في التخالف العربي مع مكونات شرعبية فاشلة لا تغني ولا تسمن من جوع .
وديعة الأشقاء ويا ويلنا من الشقيقة فالامها قوية وتبعاتها مؤلمة ونتائجها كارثية لأن الجميع من أبطال الشرعبية والتخالف يتهافتون عليها ويخططون لالتهامها وتضييعها والحسابة تحسب على مقدرات اليمني شمالا وجنوبا ،وأول المتسابقين ما يسمى بالبنك المركزي مع أن ويسترن يونيون أفضل منه في الاداء والشفافية والنهج ويبدأ إعلان البيع للعملة لا بالشراء ولملمة إيرادات البلد وعاد النصيبة الكبرى إنه ليس له سلطة إلا على موقعه الكائن في مدينة كريتر ويقولوا لنا إنه بنك مركزي وصاحب الكرامات النقدية بينما الحقيقة هو صاحب الكوارث النقدية والافلاسية ... ولو قلنا أن البنك المركزي قادر على الدخول لعالم الأسواق المالية العالمية أو المحلية لو تأسست فنقول لم ولن يتوفق بل سينهار من أول عملية يفكر يقوم بها والسبب ما عنده عقل يفكر ولا أرجل يستند عليها مثل أي بنك أو مؤسسة مالية حتى لو كانت ويسترن يونيون، ولو سالنا ماذا حقق من عمليات بيع العملة الأجنبية فهل ثبت سعر الصرف أو وفر العملة أو أوقف مضاربات شركات الصرافة التي معظمها تأسس على ضعفة وغيابه المهين .
لكم أن تتخيلوا مدى الاسفاف والسقوط الأخلاقي حينما نكتشف بعد مرور الأيام إن الودائع كلها من ثروات اليمني .
×××××××
تأملات متنوعة
هذا شرع جديد من صناع فاقوا ابليس في اعمالهم
اخبار التغيير برس( هذه السطور مقتطفة من رواية جديدة لم تكتمل بعد من تاليف كاتب المقال ) .
غادر عدن قسرا إلى إحدى دول الخليج العربي في مطلع السبعينات من القرن الماضي ولم يعد إليها الا بعد حرب ٢٠١٥م وكان قد قرر شراء قطعتي أرض كي يبني عليها بيت ياؤيه بعد رحلة الاغتراب الطويلة والمريرة ولم يكن منتميا لأي تيار او حزب سياسي وكلفتة الأرض ذات الألف متر مربع ٤٠٠٠٠٠ ريال سعودي ،بعد الحرب وتحرير عدن قرر العودة والشروع في بناء بيت العمر وثاني من وصوله عدن ذهب إلى زيارة الأرضية وقرر البحث عن مهندس متمكن كي يعد له المطلوب وفجأة يصل إليه ما يسمى العاقل وقدم نفسه له بعاقل المنطقة وطلب منه ما يثبت حقه في الارضية ومقارنتها بجواز السفر فطلب منه ٢٠٠ سعودي مقابل النزول فسلمه رغم إعتراض قريبه وبعد يومين ينزل مع المهندس وفجأة يصلهم مندوب من البلدية وبعد القيل والقال أعطاه ٢٠٠ ريال سعودي وبدأ اجراءات الحفر وإذا بمندوب الانشاءات ثم المقاومة والحزام وووووو يتناوبون على النزول والراجل ما يقصر يعطيهم ويزيدهم في العطاء وتتكرر المأساة معهم فسأله أخوه لماذا يعطيهم من دون نقاش فرد عليه ضاحكا أعجبتني حركاتهم وصراخهم من أجل استعادة الجنوب وقلت اماشيهم لعلهم يعقلون حتى أكمل البيت وقد كنت متحسب لذلك ولو كان في أصحابنا زمان خير كانوا فتحوا المجال في ظل النظام والقانون ،وأضاف ضاحكا يؤلمني ذاك الذي لا يملك شيئا.
من رواية عاشقة في زمن الحرب
تأليف د.عبدالله الشعيبي
كابت وباحث أكاديمي