١- إضطروهم إلى أضيقه!
"لا تبدَأوا اليَهودَ والنَّصارى بالسَّلامِ، وإذا لقيتُم أحدَهُم في الطَّريقِ فاضطرُّوهم إلى أضيَقِهِ". الراوي : أبو هريرة، صحيح: أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي، واللفظ له، وأحمد.
٢- يتعامل مع اليهودي، ويستدين منه!
وورد في الصحيحين وغيرهما، واللفظ للبخاري عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى من يهودي طعاما إلى أجل معلوم، وارتهن منه درعاً من حديد. وفي رواية للبخاري عنها قالت: توفي النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين -يعني- صاعا من شعير.
- ألا تجدون هذا الأمر من المتناقضات العجيبة في المرويات عن النبي محمد (ص)؟
أليس هو من وصفه ربنا العظيم: "وإنك لعلى خلقٍ عظيم"؟!
أليس هو من قال عنا جل جلاله: "وما
أرسلناك إلا رحمةً للعالمين"؟
- لقد كان النبي (ص) يعلم الناس مكارم الأخلاق، ويعلمهم العِزَّةَ والقوَّةَ مع حسن الخلق.
وفي هذه الرواية الأولى يدعون أنه (ص) ينهى عن بدء اليهود والنصارى بالسلام حتى لو كانوا ذِمِّيِّينَ، فضلًا عن غيرِهم من الكفار؛ لأن الابتداءَ به كما يزعمون إعزازٌ وإكرامٌ للمسلم عليه، ولا يجوز إعزازهم ولا إكرامهم؛ فليسوا أهلا لذلك؛ فالَّذي يناسبهم الإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم تصغيرا لهم، وتحقيراً لشأنهم حتى كأنهم غير موجودين.
هل هذا هو شرع الله تعالى؟
وهل هذا هو هدي نبي الرحمة (ص)؟
- من المعلوم أنه لم يكن من هدي النبي (ص ) أنه إذا رأَى الكافر ذهب يزاحمه في الطريق حتى يضطره إلى جانبِه.
وما كان النبي (ص) يفعل هذا باليهود في المدينة، ولا كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلونه بعد فُتوح الأمصار.
وما دخل الناس في دين الله إلا من خلال أخلاق وتعاملات التجار المسلمين.
- وإذا كان التوجيه "النبوي" حسب هذه الرواية بالتضييق عليهم صحيحا، فأين الإنسانية في هذا السلوك العنصري؟!
وأين موقعه من حقوق المواطنة حسب وثيقة العهد بينه (ص) وبين أهل الكتاب (الذميين)؟
وأين موقعه من حرية التدين التي كفلها لهم العزيز الحكيم في كتابه:
"لا إكراه في الدين"؟،
""لكم دينكم ولي دين"؟،
"أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"؟،
"ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون"؟!
- ثم بعد ذلك نجد في الرواية الأخرى أنه (ص) يتعامل مع اليهودي ويشتري منه ويبتاع، ثم يستدين منه حين يعوزه المال.
فكيف بالله عليكم يستوي هذا السلوك الحضاري النبيل (التعامل والاستدانة) مع السلوك العنصري اللاديني واللاإنساني (المضايقة والاحتقار للآخر)؟؟؟
وهل هكذا سلوك متناقض ينشئ مواطناً صالحاً محباً لوطنه، ناهيك عن ترغيب أهل الكتاب في ديننا؟
اخبار التغيير برس
-قال بعضهم: والحكمة في عدوله (ص) عن معاملة أهل اليسر من الصحابة إلى معاملة اليهودي: إما لبيان جواز التعامل مع اليهود وغيرهم من الكفار، أو لأنه علم أن أصحابه لم يكن عندهم إذ ذاك طعام فاضل عن حاجتهم، أو خشي أنهم لا يأخذون منه ثمنا أو عوضا.
وهذا بحد ذاته وجدته أرقاهم تفسيرا وتحليلاً للموقف، مع أنهم، أي هؤلاء المفسرون أهملوا جانب العهد والميثاق، وأغفلوا حق المواطنة المتساوية - لهم مالنا وعليهم ماعلينا-.
- من يريد أن يتحدث باسم الإسلام يجب أن يقدم لنا أخلاق النبي محمد (ص)، ولا يقدم لنا مرويات باطلة تشوه سمعته وتناقض سلوكه (ص)، وما ربى عليه أصحابه.
- وحين ذهب اليهودي إلى الرسول (ص) يطالب بدينه: يا محمد ألا تؤدي لي ديني وجذبه بمجامع ثوبه حتى أثر في عنقه.
حينئذ وثب عمر بن الخطاب (رضي) وقال:
(أتقول لرسول الله ما أسمع، والله ولا أن أخشى فواته لشققت رأسك بسيفي هذا).
فماذا كان رد رسول الله (ص)؟
"مهلا يا عمر! كنت أنا والرجل بحاجة منك إلى غير هذا، تأمرني بحسن الأداء وتأمر الرجل بحسن الاقتضاء، قم فأده دينه وزده ٢٠ صاعا مكان ما أخفته". فأعطى عمر للرجل الدين.
فقال اليهودي أخذت ديني، لكني أعلم أن دينكم يحرم الربا فما هذه العشرين صاعا - الزيادة؟
قال له أمرني الرسول (ص) أن أدفعها لك عوضا عما أخفتك.
فقال اليهودي يا عمر والله ما من علامة ظاهرية فيه إلا عرفتها ما عدا خلال باطنية فأردت أن أفعل ذلك لأكشفها.
الجار اليهودي!
كان يجاوره (ص) يهودي، وكان اليهودي يؤذي الرسول (ص) حيث كان في الليل والناس جميعا يأخذ الشوك والقاذورات ويرمي بها عند بيت النبي (ص)، فيجد رسولنا الكريم هذه القاذورات أمام بيته فيضحك (ص) ثم يزيحها عن منزله.
ولم يمل اليهودي عن عادته حتى جاءته حمى خبيثة فظل ملازما الفراش يعتصر ألما من الحمى حتى كادت توشك بموته.
وبينما كان اليهودي بداره سمع صوت الرسول صلى الله عليه وسلم يضرب الباب يستأذن في الدخول فأذن له اليهودي فدخل صلوات الله عليه وسلم وسلم على جاره اليهودي وتمنى له الشفاء فسأل اليهودي الرسول (ص) وماأدراك يامحمد أني مريض؟
فضحك الرسول (ص) وقال: عادتك التي انقطعت - يقصد نبينا الكريم القاذروت التي يرميها اليهودي أمام بابه.فبكى اليهودي بكاء حارا من طيب أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ونطق الشهادتين ودخل في دين الاسلام.
فكيف تتجرأون بنسب الرواية الأولى:
"... فاضطروهم إلى أضيقه..." إلى رسول الله (ص)؟!
أ. محمد الدبعي