التغيير برس

هزة قلم! اليمن كرة البينج بونج!

إتفاق سعوإيراني!

- بعد جولات تفاوضية سرية عديدة في بكين، نجح الراعي الصيني من تحقيق اتفاق سياسي بين طهران والرياض، ينهي حالة القطيعة والصدام العسكري غير المباشر بين الطرفين، ويمهّد، بعد فترةٍ تجريبيةٍ تمتد شهرين، لعلاقات دبلوماسية قد تصل إلى زيارات على أعلى مستويات الهرم السياسي بين البلدين.

 

- الاتفاق السعودي الإيراني يعني، في أهم تفاصيله، خروج المملكة ومعها معظم دول الخليج، من دائرة الاستهداف الإيراني

إذا ما كانت هناك "حرب أميركية - إسرائيلية" على إيران؛ أيضاً يحقّق هدفاً مهماً لإيران بوقف أي هجمات صاروخية أو عبر الطائرات من قواعد أميركية تتموضع في دول الخليج العربي (وهو طبعا من سابع المستحيلات حدوث مثل هذه الحرب).

-من بنود الاتفاق:

- التأكيد على سيادة كل دولة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية،

- عقد وزيري خارجية البلدين اجتماعا لتفعيل ترتيب تبادل السفراء، ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما،  

- تفعيل الاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب الموقعة في 1998.

رغم التعهد الصيني بالإشراف على التنفيذ، فإن تطبيق الاتفاق يشكل معضلة (بالذات من قبل إيران التي لم تتعود على الوفاء بالتزاماتها)، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار أن إيران تعتبر مراكز تواجدها في بعض الدول - نفوذها الخارجي - هي خط الدفاع الأول عن نظام ولاية الفقيه، وأنها توجد في تلك الدول بناءً على تفاهمات وطلبات من حكومات تلك الدول التي تخضع لمشيئتها، وهو بالأصل ما ترفضه معظم شعوب المنطقة، وفي الحقيقة فإن إيران لم تؤسسها لكي تتخلى عنها فيما بعد، بل للبقاء الأبدي.

- ربما كانت الظروف السياسية الداخلية، والسياسية والعسكرية غير المريحة التي تعيشها السعودية في اليمن هي السبب وراء تشكيل ضغوط عليها، أجبرتها على التوصل إلى هذا الاتفاق، حيث أن السعودية تشعر أنها غرقت بأوحال حرب استنزاف في الأراضي اليمنية مجهولة النهايات (وهي نفسها كانت السبب في استحداث هذه الأوحال).

وزاد في التعقيد التهديدات المباشرة التي طالت منشآتها النفطية والصناعية، وبعض المواقع الحيوية والخدمية داخل المملكة بعد تعرضها لعدة هجمات حوثإيرانية، أخطرها كان الهجوم على منشآت أرامكو عام 2019، ووُجّهت الاتهامات حينها لإيران.

الصين طبعا لها مصلحة كبيرة في استقرار وسلاسة التجارة والملاحة في الخليج، وهذا ما يجعل الدور الصيني ضامنا بالتزام إيران بالاتفاق مع السعودية، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".

- وبموازين الربح والخسارة، قد يحقق الاتفاق بعض مطالب الطرفين، وينزع فتيل الحرب بينهما، ويمهد لاستقرار المنطقة إلى حد ما، إذا ما نُفّذت بنوده بحذافيرها من دون مماطلة ولا لفٍ ولا دوران، لكن في المقابل هل توافق الدولة الإيرانية العميقة ممثلة بالمرشد الإيراني، خامنئي، ومجلس شوراه، على الاتفاق الذي وقّعته حكومة إيران الرسمية في بكين؟ 

موقع اليمن من الاتفاق!

اخبار التغيير برس

- أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، استمرار النقاشات مع الحوثيين في مسقط، والتي قال إنها تأتي ضمن مسارات تفاوضية متعددة مدعومة من الأمم المتحدة، من أجل الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، تمهيداً لعملية سياسية يمنية شاملة لإنهاء النزاع الذي طال أمده في البلاد.

- من شأن هذا الاتفاق أن يسرع المحادثات السعودية مع الحوثيين، وبناء على ما قاله الوزير السعودي للصحافيين في موسكو، إن اهتمام بلاده منصبّ حالياً على إيجاد سبيل لوقف القتال بشكل دائم، ومن ثم إطلاق حوار يمني يضمن استقرار واستقلال وازدهار اليمن، الأمر الذي رحبت به واشنطن. 

فهل تنجح مباحثات السعودية والحوثيين بالتوصل إلى تسوية؟

وهل تسريع المحادثات السعودية الحوثيرانية سوف ينهي الحرب الدولية الإقليمية في اليمن؟

وهل سيؤدي إلى الإنهاء الجذري للصراع الأزلي للقضية اليمنية؟

- الاتفاق السعودي الإيراني في حقيقته هو إتفاق بين دولتين تتنازعان المصالح على الأرض اليمنية، لكن ليس لليمن قضية وأرضا وشعبا ناقة فيه ولا جمل.

هذا الاتفاق سيخدم الإيرانيين أكثر بشكل خاص عن طريق ترسيخ القدم الشيعية في الاراض اليمنية، وبناء مركز الدفاع المتقدم جدا في شبه الجزيرة العربية، وكما فعلت في لبنان وسوريا، بينما سيكتفي السعوديون بمزاياهم القديمة ونفوذهم السياسي المزروع فيها.

- إن دل على شيء هذا الاتفاق فإنما يدل على أن إيران والسعودية تمسكان بكل خيوط اللعبة في اليمن، وتتحكمان في مسارات الاستقرار السياسي والأمني والعسكري فيها.

وأن الأرض اليمنية على طاولة اللعبة ليست سوى كرة البينج بونج، والشرعية ليست سوى مضارب تنس مأجورة بيد اللاعبين الرئيسيين.

 إن الوضع اليمني في عيون الشعب اليمني أكثر وضوحاً مما يتصوره البعض، والاتفاق بين السعودية وإيران بخصوص اليمن إنما هو اتفاق للتفاوض على تقاسم الأرض اليمنية وفقاً لمصالح الدولتين ( السعودية وإيران)، ليس إلا.

- ففي حين ينهمك الطرفان في مفاوضاتهما بعيدا عن الساسة اليمنيين والشرعية اليمنية، تمضي إيران في تعزيز تواجدها الشيعي على كل المستويات، وبناء أحد مراكز قوة دولة الشيعة الفاطمية الفارسية داخل الأراضي اليمنية.

 

 

التغيير برس