التغيير برس

هزة قلم! على ظهرك يانبي.. قطاع طرق!

أهل البيت.. آل البيت.. آل محمد!

عرض الإنجليز على الزعيم الثوري الوطني المصري أحمد عرابي الحكم والخلافة بشرط أن يدعي أنه من أهل البيت، فرفض، فكانت نهايته النفي إلى خارج مصر.

واليوم يطالب كمال كليجدار أوغلو الشيوعي العلماني (علوي ترجع أصوله إلى خراسان الإيرانية) مرشح المعارضة للرئاسيات التركية، يطالب الشعب بانتخابه رئيساً لأنه من "آل البيت" وهو أحق بالرئاسة من أردوجان.

وهكذا تدور بنا الأيام، وكلما أراد شخص ما الوصول للسلطة ادعى أنه من "آل البيت".

يقول الحكيم الخبير في كتابه:

"يَـٰنِسَآءَ ٱلنَّبِىِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍۢ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ ۚ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلْبِهِۦ مَرَضٌۭ وَقُلْنَ قَوْلًۭا مَّعْرُوفًۭا. وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًۭا".

من يخاطب الله تعالى في هذه الآية؟ ما رأيكم؟

- "آل البيت":

مصطلح دخيل، إخترعه السبئيون (نسبةً إلى عبدالله بن سبأ اليهودي اليمني الذي تظاهر بالإسلام)، وذلك بعد أن اغتالوا أمير المؤمنين عثمان (رضي)، ونصبوا علياً أميراً من بعده، وبايعه حينها قتلة عثمان، السبئيون، ونفر قليل من أهل المدينة، بينما رفض بيعته غالبية أهل المدينة ومعهم كبار الصحابة.

وأطلقوا على عليٍ لقب الإمام لأنهم رأوا أن الخلافة يجب أن تكون في علي زوج بنت رسول الله (ص)، وأطلقوا عليهم مسمى أهل البيت، وآل البيت، واخترعوا أحاديث تحصر الإمامة فيهم، وأن والإمارة لا تجوز إلا للأئمة من أهل البيت.

الدلالة واضحة طبعا ومفصلة على بيت علي بن أبي طالب بِعِلَّة أنه زوج بنت رسول الله (ص)، أي من آل بيته، وهو في حقيقته مصطلح يهودي كما ذكرنا، ولا علاقة له بنبي الرحمة والإنسانية محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه.

ولماذا هذه التسمية ليست في بيت عثمان (رضي) وهو ذو النورين المتزوج ببنتي رسول الله (ص) رقية أم كلثوم، وله منهما الذرية، وجدته أم حكيم بنت عبد المطلب عمة رسول الله (ص)؟

علاوة على ذلك فإنه ليس لهذه التسمية أي علاقة لا بالقرآن الكريم، ولا بالسنة النوية، ومع ذلك فهم يستميتون في إكسابها صبغة شرعية.

والحقيقة هي أنه:

أولاً:

- أهل بيت النبي (ص) هم أزواجه وأولاده فقط الذين يسكنون معه في نفس الدار.

- أما بعد خروجهم من البيت وانتقالهم لبيت آخر (وأقصد ابنته فاطمة (رضي)) حينها صاروا أهل البيت الجديد وليس القديم (أهل بيت علي وليس بيت النبي (ص)).

أما قوله تعالى: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"، فهو خطاب قرآني لنساء النبي (ص): "يا نساء النبي لستن.. وقرن في بيوتكن.. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. واذكرن..". 

فيقتصر معناه على زوجات النبي (ص) وبناته.

وما يؤكد هذا المعنى بأن كلمة الأهل تقتصر على الزوجة والعيال هو استخدامها في موضعين آخرين:

- "فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ" أي زوجته،

- وحين خاطب الله تعالى زوجة إبراهيم عليه السلام على لسان الملائكة:

"قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ".

ثانياً:

- هذا المصطلح أصبح محل إشكال وتزييف للحقيقة، فبالتالي التخلي عنه في أحاديثنا وخطبنا ودروسنا ومناقشاتنا صار واجباً للقضاء على فتنة المصطلح الحادثة بين المسلمين؛ فتنة هذا المصطلح الشيعي الانتفاعي الاستغلالي الكهنوتي. ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح، وهل هناك مفسدة أعظم من مفسدة مصطلح "آل البيت؟ فدرء هذه المفسدة العظيمة واجب شرعي، ومالا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

اخبار التغيير برس

آل محمد!

وأما مصطلح "آل محمد" فهم أتباع ملته كما قالها نشوان بن سعيد الحميري:

آل النبي هُمُ أتباعُ ملتِه

من الأَعاجم والسودانِ والعَربِ

لو لَم يكُن آلُه إلاّ أقاربَه

صَلّى المصلّي على الطّاغي أبي لهبِ

وهي كلمة لا أصل لها من القرآن فيما يخص نبينا محمد (ص)، ولا ذكر لها، ولذلك لم يلحقها سبحانه وتعالى بنبينا كما ألحقها ب آل إبراهيم وآل عمران وآل موسى وآل هرٰون.. حتى لا يأتي أقوام فيما بعد يدَّعونها زوراً، ويتشدقون بها متسلقين ظهر النبي (ص).

كما أن نبينا محمد ليس له ذرية من بعده:

"مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا".

ولم يذكر القرآن أن له ذرية كما أخبرنا عن بقية الأنبياء:

"وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ"،

"أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ"،

"هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ".

لذلك فتركها أولى وأحق، والالتزام بكتاب الله ومراده احسن وأقرب للصواب.

أما مسمى بنو هاشم فهو مصطلح من حيث الدلالة الاجتماعية تاريخي يعرف بالانتماء القبلي، كمصطلح: بني أمية، أو بني تميم، أو بني عدي.. أو غير ذلك من المصطلحات التاريخية، التي تدل على قوم في حقبة زمنية عابرة.. وانتهت. 

ليسوا أكثر من قطاع طرق!

كل من أراد سرقة الناس، وأكل أمواهم بالباطل وضع شارة "آل البيت" على ذراعه، وامتشق سيفه أو بندقيته، ونادى في الناس: أنا ابن رسول الله.. إليَّ بالسمن والعسل والبيض، والنص والربع والخمس والعشر..

عليكم بالركوع لي، والنزول على مشيئتي.. ومن رفض فهو جاحد كافر حلال دمه وماله وعرضه، فالويل والثبور على من كفر وجحد!

شعارهم: أحكمك أو أقتلك.

هذه هي الهاشمية اللعينة!

هذه هي السلالة القذرة!

لصوص.. قطاع طرق.. ومبهررين (مبهرر تعني مبحلق في عينيك ببجاحة، عديم الحياء قليل الأدب)!

فما جزاؤهم:

"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ".

التغيير برس