وسط أزمة مالية عالمية بدأت في الولايات المتحدة وانتقلت إلى أوربا ، واحتجاجات متواصلة واعمال شعب في فرنسا بسبب قانون التقاعد ، لا تتوقف أصوات المدافع وزمجرة الدبابات وازيز الطائرات ، والرقص فوق النيران والغوص في بحيرات الدم ودفن مئات القتلى يومياً في أوكرانيا .عيون الناتو على زابوريجيا ، في حال نجح الاوكران باختراقها فقد سحق الجيش الروسي وقسم ظهره وفصلت القرم عن باقي الجبهات واصبح الهجوم عليها سهلاً وقطعت خطوط الأمداد القريبة وخسرت روسيا أكبر محطة نووية في أوربا كانت ستجعلها مصدراً للطاقة للمناطق التي ضمتها لها .تدرك دول الناتو أن القوات الأوكرانية لا تستطيع تحقيق اي انتصار على روسيا بالاسلحة والتكتيكات التي تستخدمها الأن كون روسيا تستطيع سحقها بسهولة .لا تستطيع أوكرانيا تحقيق اي انتصار على روسيا باي هجوم مضاد في زابوريجيا مهما كان عدد القوات الأوكرانية ألمهاجمة وامتلاكها دبابات ليوبارد وصواريخ هيمارس ، ببساطة لان روسيا شكلت دفاعات قوية هناك والدبابات اليوبارد تتدمر بالصواريخ الموجهة ولاتستطيع التحرك بالوحل.كان للهجوم المضاد الأوكراني السابق في خاركيف وخيرسون فعال مع دخول راجمات هيمارس لدى الجيش الأوكراني ودور استخبارات الناتو بتحديد مواقع التخزين الروسية والأمداد واستهدافها وكانت هناك أيضاً خيانات بالجيش الروسي واضطراب في القيادة تسبب بتلك الانتكاسة لكن اليوم وضع الروس مختلف .قام بوتين باجراء إصلاحات كبيرة بقيادة الجيش في أوكرانيا وازاح القادة الذين كانوا على راس القوات التي هزمت واستبدلهم ، كما أن الجيش الروسي اصبح قادراً على اسقاط صواريخ هيمارس وتحديد مواقع الراجمات وضربها وهذا يكلف أمريكا الكثير .واصبحت أماكن الأمدادات أمنه ومحصنة من هيمارس وهناك بدائل والجيش أكثر ترتيباً وتدريباً وتنسيق بين جميع الوحدات على عكس السابق .
كما أن روسيا أعلنت قبل أيام اسقاطها لصواريخ GLSDB وهي صواريخ تطلق من هيمارس مداها 150 كم ، ما يعني تطور نوعي في الدفاعات الروسية التي تطورت من الحرب .اعترفت الولايات المتحدة بتدريبها هي ودول الناتو لنحو 117 ألف جندي أوكراني للقتال ضد روسيا ، فقد أعلن البنتاغون تدريب الولايات المتحدة حوالي 7000 جندي أوكراني ، في حين تدرب أكثر من 110 ألف جندي أوكراني في 26 دولة ، لكن العدد ربما أكبر من المعلن .لقد قامت روسيا ببناء تحصينات ضخمة في زاباوريجيا ، وحشد قوات كبيرة ، وشاهد الكثير أولى الهجمات الأوكرانية عليها وكيف كان الدفاع احترافي وتم القضاء على الأليات والقوات المهاجمة بسرعة خاطفة ، لذلك ستسعى دول الناتو لإيجاد سلاح يساعد على نجاح الهجوم المضاد ويشل قدرات الجيش الروسي .
اخبار التغيير برس
هناك سؤال يطرح نفسه ، ما هو سبب سعي الولايات المتحدة لحشد طائرات ومروحيات حربية لأوكرانيا ، وتدريب الطيارين على ارتفاعات منخفضة واجراء تحسينات للطائرات السوفيتية القديمة ، الدول التي تقدم الطائرات لاوكرانيا تقدم لها الولايات المتحدة طائرات متطورة بدلاً عنها او أسلحة وأموال .في الحرب الروسية الأوكرانية بالأشهر الماضية كانت اوكرانيا تهاجم بما تبقى لديها من طائرات لم تضربها الضربة الأولى التي قامت بها روسيا بداية الحرب وكانت محاولات يائسة .ولكن حشد نحو 38 طائرة حربية وعدد كبير من المروحيات لاوكرانيا هذه المرة والقيام ببعض التحسينات الامريكية لها وتدريب الطيارين الاوكران المدربين على الطائرات السوفيتية أساساً أمر مثير للشك .
لان تحسين تلك الطائرات وتدريب الطيارين المدربين عليها أساساً أمر مثير فأوكرانيا كانت تمتلك ميج-٢٩ أو سو-٢٤ ومروحيات مي بطرازاتها المختلفة ، وربما هناك خطة لاستخدام هذه الطائرات بشكل سيذهل الجميع .ولا ننسى أن امريكا استطاعت تحويل الطائرة السوفيتية ستريج تو- 141 والتي انتجت عام 1979 ولا تمتلكها الا روسيا واوكرانيا ، إلى سلاح فتاك للهجمات على موسكو واصابت في السابق مطار عسكري ، ومن كان يتوقع أن تكون خطيرة هكذا وفعاله الا مع التحسينات الأمريكية .لهذا أقول كتوقع مني أن قيادة الناتو لديها اساليب وتكتيكات جديدة في الهجوم على زابوريجيا ومن المتوقع أنها من الجو ، وشل الدفاعات الجوية ربما عبر هجوم بمسيرات كاسح لشل الدفاعات بعدها تتدخل الطائرات الحربية والمسيرات.
بكل الأحوال الغرب يعاني من أزمة اقتصادية وازمة في تصنيع الذخائر وغير مستعد للزج باسلحته المكلفة والتي تتطلب وقتاً في التصنيع إلى اوكرانيا حتى يدمرها الروس ، هناك حدود لكل شيء وبالوقت الراهن لازال الغرب قادراً على دعم أوكرانيا في الهجوم المضاد .لم يعد لدى جيش أوكرانيا مخزون بشري كبير ، واصبح واضحاً هروب الاوكران من التجنيد ، اما روسيا فلدى جيشها مخزون بشري هائل لم يتاثر بعد ، والأهم هو السلاح ومن يستطيع الحفاظ على أمداد سلاح هائل طيلة الحرب هو من سينتصر وروسيا تتفوق على دول الناتو بمخزون وانتاج السلاح .